دفاعا عن ثورتنا لنتصدى لكل مظاهر الهمجية
mardi 28 juin 2011
لا شيء في هذا العالم سلبي مائة في المائة أو إيجابي مائة في المئة . كل الخيارات لها سلبيات وإيجابيات والخيار المعطى لنا في الحياة العادية ليس بين الشرّ المطلق والخير المطلق وإنما بين أقل الحلول ضررا . عندما رفع غطاء القمع عن هذا المجتمع بانهيار الدكتاتور وببداية انهيار الدكتاتورية التي نحن بصدد تصفيتها تنفس كل الأحرار الصعداء ودبت دواليب الحياة العادية في مجتمع أجبر على استقرار المقابر والمستنقعات ، لكن الجزء الأظلم في مجتمعنا هو الآخر أفاق للوجود وظهر للنور.
حادثتان من هذا المطمور الذي برز بعد أن كان مشلولا بالقمع الجهوية المقيتة التي رأينا ما تقدر عليه من وحشية في المتلوي وحادثة التعدي بالضرب على مشاهدي عمل فني تونسي لم يرق لبعض المتخلفين فكريا وأخلاقيا …والبقية ستأتي في أشكال ستدهشنا سواء من جماعات معينة أو من خانات استخباراتية تلعب على الاستفزاز وستجعل البعض يقولون ألم نقل لكم أن هذا شعب لا يستأهل الحرية.
هنا يجب أن نكون واضحين كل الوضوح
1-لا ندم ولا رجعة بخصوص خيارنا الحرية ولو أننا نعرف ما لهذا الخيار من أخطار وسلبيات لا تضاهى بأخطار وسلبيات الاستبداد
2-لا ضعف في إدانة ما وقع يوم الأحد في تونس من تعدي على حرية الرأي والتعبير والاعتقاد ولا تساهل ولا تبرير وإنما وقفة جماعية ضد هذه الهمجية الجديدة التي لا تفهم معنى الديمقراطية والتعددية
3-استعداد لكل التجاوزات التي سترتكبها عقول متشبعة بممارسة الاستبداد …استعداد بالتربية والتوعية وبالإدانة الجماعية وبالقانون لحماية مجتمع ليس لكل من بداخله النضج الكافي لاتخاذ المواقف والتصرفات التي لا تزيد من منسوب العنف وإنما تنقص منه
كامل تضامني الشخص وتضامن المؤتمر مع ضحايا العنف الذي وقع يوم الأحد وكل الإدانة لتصرفات لا تشرف أصحابها وإنما تدينهم بالتعصب والجهل والعجز عن الانتصار بالرأي والحجة وهو الانتصار الوحيد في معارك القيم والأفكار.