- كيف تقيّمون الوضع الحالي في تونس، في ظل “التدابير الاستثنائية” للرئيس قيس سعيّد والتي تسببّت بتجميد عمل البرلمان وتعطيل أغلب فصول الدستور، فضلا عن تحكم الرئيس بالسلطة التنفيذية ومحاولة السيطرة على السلطة القضائية، وفق بعض المراقبين؟
مشروع تصفية مكتسبات الثورة الديمقراطية لسنة 2011 متواصل : تفكيك هياكلها أي البرلمان والمؤسسات المستقلة والقضاء المستقل أخيرا الغاء الدستور نهائيا عبر ما يسمى الاستشارة الالكترونية واستفتاء جاهزة نتائجه . الهدف العودة للحكم الفردي والنموذج السيسي . السؤال هل سيترك الشعب التونسي هذا الدخيل على الثورة والوطنية يعبث بأحلام وتضحيات نصف قرن للمرور من دولة الشخص والعائلة إلى دولة القانون والمؤسسات.
- إلى أين تتجه تونس حاليا، في ظل تركيز أغلب السلطات بيد الرئيس؟ وما هي السيناريوهات المتوقعة؟ بمعنى: هل نتجه نحو حكم ديكتاتوري شمولي على الطريقة المصرية؟ أم أن التجربة الديمقراطية التي راكمتها تونس خلال العقد الأخير ستحُول دون عودتها لمربع الاستبداد؟ أم تتوقعون حدوث “انقلاب عسكري أو أمني” على الرئيس سعيد؟
ثمة في البداية تفاقم الازمة الاقتصادية مع شبح افلاس الدولة . إلى متى ستضخ السعودية والامارات أموالا تدرك انها مثل سقي الرمل لا تنتج شيئا ؟
ولأن الدول الغربية أصبحت واثقة أن الرجل لا يصلح ولا يُصلح فإنها لن تقبل مدّه بالأموال الكافية لإسكات غضب الشارع طويلا. لذلك لا نجاة له من كارثة اقتصادية سيواصل محاولة وضعها على الفاسدين لكن الشعب سيقول له نسمع جعجعة ولا نرى طحنا . كل السلطات بأيديك فلماذا لا يتوقف الفساد.
مهما فعل الرجل هو في ورطة دون مخرج . قناعتي ان من يسندونه من الخارج ومن الداخل يعملون بجدية على بديل مقبول دوليا وحتى داخليا ينجح أين فشل هذا المسكين فشلا ذريعا.
- دعوتم -في مناسبات عدة- المؤسستين العسكرية والأمنية للتمرد على الرئيس سعيد، كما طالبتم المجتمع الدولي بعدم دعمه، وهو ما دفع سعيد لاتهامهم بـ”الخيانة الوطنية” وإصدار حكم قضائي ضدكم. كيف تعلّقون على هذا الأمر؟
الخيانة العظمى هي الحنث بالوعد والخروج على الدستور الدي اتى به للحكم وضرب وحدة الشعب ورهن استقلال تونس للدعم المصري السعودي الاماراتي . عندما يكون له عشر تاريخي في النضال من أجل تونس يمكنه أن يعطيني دروس في الوطنية. سيخرج من قصر قرطاج لا كما خرجت مكرما معزز ا لكن ذليلا مطرودا كمت خرج بورقيبة وبن علي
- إلى أي مدى تتحمل الطبقة السياسية (وخاصة حركة النهضة) الوضع القائم في البلاد، والذي يرى البعض أنه هيّأ الظروف لوصول الرئيس سعيد (ومشروعه القاعدي الرافض للأحزاب) إلى سدة الحكم، في ظل تراجع الثقة بالأحزاب السياسية وعزوف التونسيين عن المشاركة في الانتخابات؟
لولا الحسابات الخاطئة للنهضة لما وصلنا لهذه المهزلة المأساة ، لكن كما يقال الملام بعد القضاء بدعة . كل أملي أن تراجع النهضة وبقية الأحزاب الديمقراطية حساباتها وان تستعد لقيادة مقاومة مدنية حقيقية ضد الاستبداد والا تعود للصفقات والحوارات المغشوشة التي كلفتنا ما كلفتنا.
- دعوتم أخيرا إلى تفعيل “الجبهة الديمقراطية” التي أعلنتم عنها قبل أشهر، بهدف إسقاط الانقلاب بالوسائل السلمية، والسؤال: ما هي الخطوات التي تنوون اتخاذها في هذا المجال؟ وهل الجبهة منفتحة على جميع الأطراف السياسية والمدنية في البلاد، أم سيتم استبعاد الأطراف التي لا تتفقون معها سياسيا وفكريا؟
نعم يجب قيام هذه الجبهة على قاعدة خط لا حوار مع الانقلاب إلا حول نهايته وحول خطة قيادة المقاومة المدنية للحظة اسقاط الانقلاب والاعداد لتقديم عرض سياسي للشعب التونسي فيه نقد ذاتي وتعهدات وبرنامج لبناء دولة القانون والمؤسسات تحت راية دستور الثورة . أما الأطراف المعنية كل التي رفضت بوضوح الانقلاب على النظام الديمقراطي لا يهم ما فرق بين الناس في الماضي. النقاشات على قدم وساق وسأفعل كل ما بوسعي لكي لا تتباطأ كثيرا لأن الانقلاب يهترئ بسرعة والخوف من انقلاب داخل الانقلاب يسكن الأوجاع لكنه لا يعالج المرض وإنما يزيد في مدته.
- كيف تعلقون على “الجلسة الافتراضية” التي عقدها البرلمان الشهر الماضي للاحتفال بالذكرى الثامنة لختم الدستور؟ وما هو الدور المطلوب حاليا من هذا المجلس الذي جمّد الرئيس سعيد أعماله، ومن رئيسه راشد الغنّوشي، الذي طالبتموه قبل أشهر بالاستقالة من منصبه؟
نعم كان شيئا إيجابيا ويجب الآن انعقاده مجددا والعمل على تجميع ال145 صوت من أصل 217 نائب لعزل المنقلب . سيكون للأمر وقع هائل وتأثير على المؤسستين الأمنية والعسكرية وهما بحاجة لأي سند قانوني للتخلص من رجل تعرفان أصدق المعرفة انه غير سويّ وخطير على مستقبل تونس.
استقالة الغنوشي ليس إدانة وإنما لتسهيل عملية التخلص من المنقلب. فهناك جزء كبير من النواب على استعداد للتقدم في قضية عزل سعيد لكنهم يحجمون لعدم قبولهم الغنوشي كرئيس مؤقت كما يفرض ذلك الدستور . تسهيلا للانتقال الديمقراطي إذا حدث طرحت الفكرة ولا معنى أو هدف لها غير هذا.
- يتم الحديث حاليا عن زيارة قريبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى تونس، فضلا عن زيارة أخرى (لم يتم تأكيدها) للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كيف تعلقون على هذا الأمر؟ وهل تعتقدون أن تونس دخلت رسميا إلى ما تسمّونه “محور الشر العربي”؟
تونس لم تعد دولة مستقلة كأغلب دول الربيع العربي التي دمرتها الثورة المضادة بقيادة محور الشر . عندما تعرف أن المخابرات المصرية أصبحت ترتع في تونس تقيس عمق التدهور الذي وصلته دولة كانت في نادي الديمقراطيات واخرجت منه وكانت دولة ذات سيادة فأصبحت دولة تابعة ومتسولة …انجازات دكتاتورية حمقاء
- في ظل العلاقات المتينة بين الرئيس سعيد والمحور المذكور، إلى أي مدى يمكن -واقعيا- دخول تونس إلى نادي الدول المطبّعة مع إسرائيل (في ظل الحديث عن ضغوط اقتصادية تواجهها البلاد مقابل التطبيع)؟ وهل سيقبل التونسيون بذلك؟
الرجل رفض استقبال موفد من حماس وعزل دبلوماسيا تونسيا مثلنا في مجلس الأمن لأنه أخذ على محمل الجد صراخه حول فلسطين . الرجل الدي قال أنه لم يتدخل في الحكم علي بأريع سنوات سجن والناس كله شاهدته يأمر خادمته وزيرة الظلم بالقانون بمحاكمتي والدي قال أن مليون وثمانمئة الف تونسي خرجوا لتأييده ( وكانوا بضعة آلاف) هو الذي قال التطبيع خيانة .
انتظروا منه كل شيء لكن أملي أن الشعب التونسي سيضع حدا لهده المهزلة المأساة التي اسمها رئاسة سعيد قبل أن يرتكب هذا الخطأ الآخر .
المرزوقي لـ”القدس العربي”: تونس تابعة لمحور الشر وسعيّد قد يسعى لإلحاقها بقطار التطبيع
منصف المرزوقي: الحسابات الخاطئة لـ«النهضة» أوصلت سعيّد لحكم تونس وعلى البرلمان جمع 145 صوتاً لعزله