كلمة الرئيس بمناسبة الندوة الوطنية لتفعيل الإستراتيجية الوطنية لمقاومة العنف ضد المرأة
الندوة الوطنية لتفعيل الإستراتيجية الوطنية لمقاومة العنف ضد المرأة
السبت 23 حزيران (يونيو) 2012
عرض مباشر : نص الخطاب
السيدة وزيرة شؤون المرأة الدكتورة سهام بادي
أيها الاخوة والأخوات
كم كنت أودّ أن اكون بينكم في هذا الملتقى الهام وحول هذا الموضوع البالغ الخطورة . للأسف كان هناك تحوّل لولاية قفصة برمج لليوم ولم يكن ممكنا تأجيله, ما أريد التركيز عليه هو ما يكتسيه الموضوع من اهمية قصوى بالنسبة لي كمواطن وكحقوقي بغض النظر عن موقعي الرسمي
إن العنف الممارس ضدّ أي كائن حي إن لم يكن للدفاع عن النفس مرفوض بكامل أشكاله فما بالك بالعنف المسلّط على الإنسان فما بالك بالعنف المسلّط على هذا الإنسان عندما يكون الأم والزوجة والأخت والبنت والزميلة
ثمة شيء معيب ومهين لكل إنسان في هذا العنف المسلّط على نبع الحياة ومتعهدها بالحبّ والتفاني والإخلاص.
ثمة شيء معيب في تصرفات بعض الرجال الذين يخلطون بين العنف والقوة والذين يريدون التعويض بالاعتداء على النساء عما يلحقهم بمن إهانات يقترفها رجال آخرون
ثمة شيء معيب في سكوت الكثير من الرجال عن هذا العنف المقيت أو اعتباره شانا خاصا وهو وصمة عار جماعية,
نحن نسارع لإدانة جرائم الدولة ونحن محقون في ذلك ، لكن لا يجب أن نسكت عن العنف الذي يمارسه الأشخاص او اعتباره يدخل في الحياة الخاصة فكل امرأة يعتدى عليها ولو في بيت مغلق هي جزء من المجتمع قبل أن تكون جزءا من العائلة ويجب على المجتمع حمايتها.
يجب ان يكون استنكارنا للعنف المسلط على النساء بلا حدود وبلا تبرير ويجب أن يشعر كل رجل أنه مسائل أخلاقيا عندما يتعرض بالعنف للمرأة ويجب ان يكون هناك عقوبات رادعة لكل من يعجزوا عن التحكّم في غرائزهم.
أخيرا لا آخرا يجب ألا ننسى أن أكبر عنف مسلّط على المرأة هو الفقر بما ينجرّ عنه من بقية الهموم من استعباد واستغلال واضطرار للمتاجرة بالجسد وجهل وحرمان ومرض وشقاء يومي. وكما تعلمون فإن هذه الآفة التي تصيب الجميع تركز على المرأة التي تتعرض في كل المجتمعات لا فقط لانتهاكات تتعلق بحرمتها الجسدية وإنما لانتهاكات حقوقها الاقتصادية والاجتماعية
هذا ما يجعل من وضع برامج عاجلة لمحاربة الفقر عند النساء المحور الثاني لكل سياسة تريد تخفيف ما تعانيه المرأة من عنف متعدّد الأوجه.
ثقوا أنني كمناضل حقوق إنسان وكرئيس الجمهورية معكم قلبا وقالبا …أنني لن أدخّر وسعا في دعم القضية التي تدافعون عنها لأنها قضية كل إنسان حيث لم يكن الموضوع يوما حربا بين الجنسين بقدر ما هي حرب بين من يؤمنون بكرامة الإنسان ذكرا أو انثى وبين من ينتهكوا كرامة الإنسان ذكرا أو أنثى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته