أطلقوا سراح المثقف غير الأرعن حنفي ولد دهاه
الاحد 12 تموز (يوليو) 2009
يقال ، والمخابرات أعلم، أن حنفي ولد دهاه الصحفي الموريتاني دخل السجن منذ قرابة شهر لا لأنه تصدى مثل كثير من الموريتانيين للانقلاب ضد سيادة الشعب والرئيس المنتخب ديمقراطيا وإنما لأنه وصف صاحب هذا الانقلاب بالأرعن.
ما الذي دهى ولد دهاه ليتصرّف بهذه الكيفية الرعناء؟
أما كان عليه أن يفعل ككل الانتهازيين خصوصا (واغلب التونسيين ” المتقدمين على الموريتانيين ” عوما) أي أن” يسبّق الخير ليلقى الخير” أي أن يتنسم الديمقراطية الحقة في العسكري ، أن يمنحه كل الوقت ليثبّت أقدامه والسلطة والرئاسة مدى الحياة ؟
أما كان عليه أن ” يوصّل السارق لباب الدار” ؟ ( مثل تعيس تونسي مفاده أنه يجب أن تقيم الحجة على سارق بيتك بأنه ينوي سرقته وذلك بتركه يصل الباب وحتى يدخل بيتك ويرقد في فراشك وأنت متمسّك بروح التسامح والاعتدال والوسطية وحبّ المصالحة )
…أما كان عليه أن يبوس الكلب من فمه ليقضي حاجته منه ( مثل تونسي آخر في نفس السياق) ؟
أما كان عليه أن “يرقد في الخطّ “( للأسف هذا أيضا مثل من بلدي)؟
حقّا نحن أمام موقف متهوّر بكل معاني الكلمة . تصوروا شابا لا يملك غير كرامته وإباءه وحتى وقاحته يقف في وجه رجل ملوّحا في وجهه ببيت شعر ناسيا أنه يركب دبابة.
المشكلة أن الانقلابي ولن أصفه بالأرعن حتى لا يبعث رجاله ورائي، لن يحل مشكلته بوضعه القيد في يدي هذا الكاتب الموهوب حيث من الممكن أن يواصل الصراخ وراء القضبان أرعن ارعن أرعن بل ويا دكتاتور، يا متخلف يا راكب الدبابات لاحتلال أرضك وإرهاب شعبك.
ماذا سيفعل الجنرال غير الأرعن لإسكات هذا المثقف الركيك؟ قد يضطر لخياطة فمه وربما لوضعه في زنزانة معزولة . لكنني على ثقة أن حنفي سيواصل الصراخ داخل رأسه السيادة للشعب والشرعية للدولة والكرامة للمواطن.
إلى كل المرشحين للانتخابات الرئاسية الموريتانية أقول كصديق مخلص ومحب للشعب الموريتاني حنفي ولد دهاه مسؤولية في عنقكم وقد أصبح اليوم بفضل الذئب الذي اضطرّ ليلعب دور الحمل رمزا من رموز الإباء العربي. وإلى كل المثقفين والصحافيين والكتاب العرب أقول استعدوا لمعركة حنفي ولد دهاه إذا نجح الجنرال غير الأرعن في تزييف الانتخابات …إنها واحدة من معاركنا الكثيرة وغير المنتهية مع الإخطبوط الاستبدادي وهو للأسف كذلك الحيوان الخرافي الذي لا تقطع له رأس إلا ونبت له رأسان