مرعب ومذهل ومحبط ومنبّه هذا الذي وقع في المتلوي
الاثنين 6 حزيران (يونيو) 2011
مرعب ما وقع في هذه المدينة التي اقترن اسمها بالنضال من أجل الحرية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية واليوم أصبحت مقرونة بأحداث عنف لم تكن تخطر ببال . التفاصيل من ممثلي ’’ المؤتمر ’’ في الجهة لا تصدق . كيف يمكن للمرء أن يصدق أن هناك في تونس من يقتل على ’’ الهوية ’’ كما كان الحال في أظلم سنوات الحرب الأهلية في لبنان، والهوية هنا هي ’’ جريدي’’ و’’يحياوي ’’. من كان يصدق أن بإمكانية تونسي التمثيل بجثة تونسي ؟
يحدثونك عن الأيادي الخفية التي قد تكون المسئولة حتى لا يروا الحقيقة الرهيبة وأن الأيادي الخفية ما كانت تشعل مثل هذا الحريق لو لم يكن هناك حطب مكدّس قابل للالتهاب .
مرعب والله مستوى العنف الذي اجتاح هذه المدينة التي يبدو وكأنها اصيبت بلوثة عقلية أو بنوبة صرع تمخض عن عدد من القتلى والجرحى أكبر للأسف الشديد مما أعلن عنه .
مذهل هذا الذي حدث في المتلوي . من كان يتوقع وجود هذا الخزان من العنف ؟ أين ما كنا نقول عن اعتدال ووسطية التونسي وتسامحه ، من أين برزت هذه التصرفات المخيفة .
محبط هذا الذي وقع في المتلوي . من كان يتصور أن الجرائد العالمية التي كانت تكتب عن الثورة التونسية كنموذج التصرف السلمي والحضاري ستعود بعد أقل من ستة أشهر للحديث عن تناحر القبائل التونسية وكأننا عدنا – أو لم نكف يوما خلافا لأوهامنا –عن كوننا حفنة من القبائل الهمجية المتخلفة التي لا تنتظر إلا رفع غطاء القمع المسلط على الجميع لتأكل بعضها البعض.
منذ شهر كنت في قطر للدعوة إلى مؤتمر في تونس لبناء الأسس الفكرية لاتحاد الشعوب العربية واليوم أفيق مذهولا للواقع وأنه ربما يجب الدعوة لمؤتمر لبناء الأسس الفكرية لاتحاد القبائل والجهات التونسية وأنت لا تسمع حولك إلا ’’السواحلية بهم وعليهم’’ و’’ الزيرو ويت ’’ كسالى يسكرون ونسائهم وحدهن من يعملن’’ و’’ البلدية وركاب الحافلة 20 ( المرسى) يريدون حكم البلاد . حتى في دوز بلدتي التي ظننتها واحدة ظهرت شظايا وكل اسبوع تسمع بغزوة مباركة قام بها شباب العبادلة ضد شباب القلعة أو غزوة مظفرة قام بها شباب القلعة ضد العبادلة .
منبّه هذا الذي حصل في المتلوي بعنفه الفج القبيح أو كل ما يحصل في كثير من المناطق التي لم يتجاوز فيها العنف الاعتداء بالألفاظ الجارحة أو بالحجارة.
التنبيه واضح
لستم بالحضارة التي كنتم تتصورون
لستم خير من كل الشعوب الأخرى التي تقاتلت بعنف ووحشية بعد نهاية الدكتاتوريات ولكم في رواندا والبلقان بعض الأمثلة
لستم بمأمن من تفاقم هذا العنف الغبي وقد يصلكم عقر داركم
لستم أبرياء مما يقع وألسنتكم غير المسئولة من مهّد ولو قبل سنين لمثل هذه الأفعال
تدخلوا يا عقلاء في كل مكان لمنع القذف في حق منطقة أو جهة أو مجموعة
سارعوا في كل مكان لإطفاء بداية أي حريق اسرعوا بوضع حد للأزمة السياسية حتى تعود التنمية ويعود الأمل لأن الناس في المتلوي تقاتلوا على فرص الشغل القليلة ولو كانت فرص العمل متوفرة للجميع لما تجاوزت الخصومات القديمة مستوى النكت المتبادلة
رحم الله القتلى المساكين الذين ماتوا في أغبى وأفظع الظروف ورزق أهلهم ورزقنا جميعا الصبر والسلوان والبركة فيكم جميعا وتوانسة ورحم الله أوهامنا بالتفوق والتحضر.
هل من هبة جماعية ؟