-14 /7/2012 -في قصر القبة – القاهرة
محاضرة : الثورة العربية بين النظرية والممارسة
الثلثاء 17 تموز (يوليو) 2012
أيها الإخوة والأخوات
عندما كنت طفلا في الخامسة كنت أظن أن أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وعبد الوهاب مطربين تونسيين وهم دوما حاضرين بيننا حضور علية وصليحة وعلي الرياحي.
وفي الخمسينات كان والدي لا يدخل البيت إلا بمجلات المصور وآخر ساعة وروز اليوسف وتعلمت في هذه المجلات القراءة وأنا لا أعي أنني بدأت تدريبي على السياسة .
ولما أصبحت في العاشرة فأر مكتبات كنت أنتظر كل يوم خميس بفارغ الصبر وصول مجلة سندباد الصادرة في القاهرة ثم قرأت في ذلك العمر قصص كامل الكيلاني وفي صباي توفيق الحكيم ونجيب محفوظ وطه حسين والمنفلوطي وعبرهم عشت في أزقة القاهرة وأصبحت مصريا بالوكالة .
وفي الخمسينات والستينات كنا لا نسمع إلا إذاعة ’’صوت العرب’’ من القاهرة ولا نعيش إلا على وقع خطابات جمال عبد الناصر عبد الناصر.
كل هذا جعل مصر جزءا من هويتي من هويتنا .
لكل ما قدمت مصر لتونس ولي شخصيا، للوليمة الفاخرة لعقولنا وقلوبنا ، ليس لي ما يكفي من عبارات الامتنان والمحبة لمصر ولما أنجبت من افذاذ طبعوا أمتنا العربية بطابع لا يمحى.
مما زاد العلاقة وثوقا بينا هذه الثورة العربية المجيدة التي زادت بيننا اللحمة الطبيعية ونحن نشارك فيها كل من موقعه نمشي على نفس الطريق ونواجه نفس الصعوبات ونشعر بضرورة رص الصفوف لأن النصر سيكون مشتركا وكذلك الهزيمة لا قدّر الله .
في بداية الألفين كتبت في الجزيرة -نت مقالا قلت فيه أنه إذا كان القرن الثامن عشر قرن الثورة الفرنسية والقرن العشرين قرن الثورة الروسية والصينية فإن القرن الواحد والعشرين سيكون قرن الثورة العربية.
لم أكن أرجم بالغيب وإنما كانت قناعة مستمدة من قراءة التاريخ ومن إيماني بأن الأمم العظيمة لا تنتحر بل إنها تستمدّ من عمق إخفاقاتها الطاقة الضرورية للانطلاق من الحضيض إلى القمم .
وها هي الثورة العربية أخيرا تعصف بالأنظمة الدكتاتورية إن سلما وإن حربا وتعيد صياغة العقليات والمؤسسات بكيفية لم يسبق لها مثيل في تاريخنا المعاصر.
أقول الثورة العربية وليس الثورات العربية . لماذا ؟ لأنها واحدة في تونس وفي مصر وفي اليمن وفي ليبيا وفي سوريا وغدا في أي مكان وإن اختلفت كثيرا خاصة في درجة سلميتها.
هي واحدة لأنها تعرف نفس الأسباب ….نفس الممثلين….نفس الأهداف. السؤال بالنسبة لي كيف يجب أن أقرأ هذه الثورة كمثقف وكيف يجب أن أتعامل معها كمسؤول سياسي . هنا أذكر بمقولة ماوتسي تونج الشهيرة ’’النظرية دون الممارسة جوفاء والممارسة دون النظرية عمياء.’’ التحدّي إذن ألا تكون نظريتنا لهذا الحدث الجلل جوفاء وممارستنا له عمياء .
اسمحوا لي بأن اطرح أمامكم ما وصلت إليه في المستويين ولا شكّ أن النقاش الذي سيتلو سيعينني في تصحيح بعض الأشياء في النظرية وربما إعطائي أفكارا جديدة في ميدان الممارسة ولا ننسى أن هذه هي وظيفة النقاش : إثراء بعضنا البعض .
لننطلق من المنطلقات أي مفهوم الثورة نفسه .
الكلمة في التراث اللّغوي تدلّ على الحركة ففي اللّسان: ثار إليه وثب لا يقال ثار عليه. كما تُفيد العبارة الحالة النفسيّة: فيقال ثار الشيء ثوَرَاناً ، هاجَ، .الثائر بالمعنى الأصيل هو الغضبان إذن. أما ما نسميه اليوم الثائر فقد كانت له إلى زمن غير بعيد أوصاف أخرى . الثائر في جبهة التحرير الوطني يسمّى مجاهدا، وكذلك في ثورة عبد الكريم الخطّابي، وعمر المختار. وامتدّ هذا إلى حركة التحرّر الفلسطينيّة التي كانت لها تسميتها الخاصّة، فغلبت صفة الفدائي على الثائر الفلسطيني.
بديهي أننا إذا أردنا تفكيك مفهوم استعرناه من الثقافة الغربية فلا بدّ من العودة إليه في هذه الثقافة ومعالجته لأننا لا نستطيع التوقف عند وجود الغضب في كل ثورة . كيف ؟
أفضل منهجية حسب رأيي هي التي أوصى بها Ferdinand de Saussure أب علم الألسنية وهي معالجة المفهوم وفق توجهين أساسيين.
الأول اعتبار المفهوم داخل شبكة كلمات مماثلة : انقلاب ، تمرد ، عصيان، فوضى، انتفاضة وذلك لتحديد نقط التلاقي ونقط الاختلاف.
مثلا إذا وضعنا كلمة ثورة بجانب كلمة انقلاب ، نكتشف ما الذي يجمع وما الذي يفرق بينهما. سنرى أن الانقلاب يؤدي كالثورة إلى تغييرات جذرية في تركيبة الدولة والمجتمع وتوزيع جديد ومفاجئ في السلطة والثروة والاعتبار، لكن بفرق هام هو أن العملية في الانقلاب تتم بإرادة مجموعة صغيرة وبسرعة في حين أن الثورة تتطلب وقتا أطول ولا تكون إلا بهبّة عدد كبير من الناس (يطلق عليهم تجاوزا اسم الشعب وهم حتى في أعتى الثورات جزء ضئيل منه ) هذا ما سيطرح إشكالا : هل ما حدث في مصر يوم 23 يوليو 1952 يقبل وصفه بالثورة أم أنه كان انقلابا حتى وإن كانت له التبعات الهائلة التي نعرف.
التوجه الثاني في فكر أب الألسنية هو تتبع تاريخ المفهوم والمعاني المختلفة التي اكتسبها عبر مراحل وجوده .
هذه القراءة التاريخية ستعطينا جذر كلمة Revolution أي المصطلح اللاتيني revolvere ويعني تدحرج إلى الخلف وأعطى في الإيطالية Rivoltare أي عاد إلى ….أو رجع إلى …
تعطينا أيضا رصدا لمختلف المعاني التي اكتسبتها عبر التاريخ وكل مرحلة تضيف لطبقة المعاني طبقة جديدة كما يحدث تماما في الطبقات الجيولوجية التي تشكّل الجبال.
بعملية الرصد التاريخي هذه سنجد أول طبقة في القرن السابع عشر من انجلترا حيث سميت لأول مرة ثورة الاضطرابات السياسية التي انتهت بإعدام الملك شارل الأول وانتصاب جمهورية كرومويل ما بين 1641 و1649.
بعد هذه الفترة عادت الملكية من جديد . لكن الأحداث تطورت مرة أخرى لتعطي تغييرات جذرية ما بين 1688 و1689 حيث تغيرت العائلة المالكة وطبيعة الملكية التي انتقلت لما يعرف الآن باسم الملكية الدستورية وهي الأحداث
التي سماها المؤرخون the Glorious revolution
الإضافات المتتالية للمعنى لن تقطع مع فكرة تغيير نمط النظام الحاكم غالب الأمر بالقوة وإنما ستوسعها وستعمقها. الإضافة الفرنسية في ثورة 1789 هي أن الثورة أكثر من مجرّد تغيير نمط الحكم هي تغيير في وضعية السكان وانتقالهم من رعايا إلى مواطنين متساويين في الحقوق والواجبات شعارهم أخوة- مساواة –حرية ولو تطلب الأمر إلغاء الملكية نفسها وليس تطويرها.
الإضافة الروسية في ثورة 1917 هي أن هدف الثورة ليس تغيير الوضع السياسي بقدر ما هو التغلغل في ما يقف وراءه أي التفاوت الطبقي، وبالتالي فالثورة هي تحقيق ما نسميه اليوم الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للأغلبية الساحقة وليس فقط الحقوق السياسية والمدنية للنخب كما كان الأمر في الثورتين البريطانية والفرنسية.
طبقة رابعة ستضاف لكل هذه الطبقات أي المعنى الذي سيكتسبه المفهوم في ما يمكن أن نسميه التوجه العالم ثالثي حيث يقع التركيز هنا قبل البعد التنظيمي للسلطات والحقوق الاقتصادية على حق العيش في ظل دولة وطنية .أحسن مثال الثورة السلمية الهندية التي قادها غاندي والثورة المسلحة الجزائرية التي قادتها جبهة التحرير .ومن هذا المنظار يمكن القول أن الثورة الأمريكية كانت أول ثورة عالم ثالثية .
قد نعتقد أننا انتهينا بهذا الحفر في تحديد كل المعاني التي اكتسبها المفهوم . خطأ لأن هناك بعد آخر لا يجب أبدا أن ننساه. نحن نتحدث عن التغييرات الجذرية في تصوراتنا ومواقفنا وسلوكياتنا الناجمة عن التطور العلمي والتكنولوجي ونصفها بالثورة فنقول الثورة العلمية ، الثورة الصناعية ، الثورة التكنولوجية . هل نحن أمام ظاهرتين متباينتين ؟
المفتاح هنا ليس فكر Ferdinand de Saussure وإنما فكر أحد عمالقة العلوم الاجتماعية المعاصرة وهو الأمريكي Alvin Toeffler الذي تنبأ في كتابه ’’صدمة المستقبل’’ في بداية السبعينات بالثورة المعلوماتية وتبعاتها الضخمة ، وفي كتابه ’’ الموجة الثالثة ’’ في الثمانينات بزحف الديمقراطية كضرورة تقنية وليس فقط أخلاقية لحكم المجتمعات المعاصرة . أهم مقولاته أنه لا بدّ أن يكون هناك وراء كل ثورة سياسية أيدولوجيا. نحن لا نتصور الثورة الفرنسية دون فكر التنوير واساسا كوندورسي وديديرو وفولتير و روسو الذي وضع الحرية والمواطنة على اعلى درجات سلم القيم والأهداف التي يجب أن تحققها الثورة.
كذلك لا نتصور الثورة الروسية أو الصينية دون ماركس وانجلز.
الأهمّ أن الأيدولوجيا وحدها لا تكفي لتفسير ظهور ثورة فهناك العامل الأول لكل هذا وهو التكنولوجيا. ففكر التنوير في القرن الثامن عشر ما كان له أن ينتشر لولا انتشار تقنيات الطباعة التي مكنت من ضرب مونوبول الكنيسة في صياغة المعرفة والتحكم في مسالك توزيعها وهذه التقنيات الجديدة هي التي مكنت الانسكلوبيديين الفرنسيين من دمقرطة المعرفة والدعوة للقيم الجديدة.
وفي آخر المطاف فإن الثورات بأعمق معانيها أي جذرية التغييرات السياسية والاجتماعية ليست التي تقع في الشوارع وإنما التي تحدثها التكنولوجيا. أحسن مثال الثورة الصناعية . هي التي خلقت المصانع التي خلقت البروليتاريا التي أدت لنظرية الماركسية فالثورات الشيوعية.
ما نسميه ثورات في دنيا السياسة بمثابة براكين أو زلازل تبدو شيئا عظيما لكنها مجرّد تبعات ثانوية لظاهرة أهمّ وأخطر هي الثورة التكنولوجية وهي المرادف في الطبيعة لتحرك الألواح الحاملة التي تحمل المحيطات والقارات. نستطيع القول أنه كما كانت الثورة الفرنسية والروسية وليدة التطور التكنولوجي والايدولوجي لعصرهما ما كان لثورتنا العربية أن تحصل -أو أن تحصل بالكيفية التي حصلت- بها لولا الثورة التكنولوجيا التي أعطتنا الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي والهاتف الخلوي .
عندما ننظر لثورتنا العربية نجد أنها:
أولى إفرازات الثورة المعلوماتية وأول ثورة معاصرة.
أنها ’’ فرنسية ’’ التوجه لأنها تريد القطع مع الاستبداد السياسي وتضع الحرية هدفا أسمى.
أنها ’’ روسية صينية’’ التوجّه لأنها احتجاج على الفقر والاستغلال الاقتصادي
أنها ’’أمريكية’’ ’’ هندية’’ التوجه لأنها تريد استقلال الدولة عن الوصيّ الأجنبي. الأهمّ من هذا كلّه أنها رجع الصدى للثورة العربية الأولى أي الإسلام فهذه الأمة لم تعرف تغييرا جذريا من الناحية العقدية والسياسية والاجتماعية قدر الذي عرفته بانطلاق الثورة المحمدية والقيمة الأولى التي وضعتها هذه الثورة فوق كل القيم هي العدل.
الخلاصة أننا أمام ثورة يحركها طلب العدل و الحرية كقاعدتي النظام السياسي المنشود ، المساواة كقاعدة النظام الاقتصادي الذي يطالب به الشعب ، السيادة الوطنية وغدا اتحاد الشعوب العربية المستقلة في علاقتنا مع بقية الأسرة البشرية. أما الأداة لفرض كل هذا على النخب القديمة فهي التكنولوجيا التي استولينا عليها في سرعة مذهلة وطوعناها لمآرب ما كان صناعها يتصورونها لحظة. *****
السؤال الآن كيف يكون التعامل مع ثورة بهذه الجدّة ، بهذا التعقيد ، وبهذه الخطورة و بكل هذه الأبعاد ؟ إن إذا لقراراتنا الحدّ الأدنى من النجاعة فلا بدّ من ربطها بمعرفة القوانين التي تتحكم في المراحل الثورية . 1- لكل ثورة ثمن باهظ : يجب أن نسعى لكي يكون أخف ما يمكن ومن ثم خيارنا العصيان المدني والمقاومة المدنية على المقاومة المسلحة . القاعدة أنه بقدر ما يكون ثمن التحوّل باهظا بقدر ما تضعف فرص المصالحة الوطنية السريعة .يجب أن نعطي أولوية سياسية قصوى لتعويض الضحايا وشهداء الثورة حتى تندمل الجراح بسرعة وخاصة يجب الدخول في مسلسل الانتقام لأن هذا سيزيد من ضريبة الدم والدموع .
2 –لكل ثورة ثورة مضادة لأن من فقدوا فجأة الثروة والسلطة والاعتبار لا يقبلون بالأمر ولا همّ لهم إلا استعادة مواقعهم بكل الوسائل. إن كانت فرص نجاح الثورة اي تحقيق كل أهدافها في وقت وجيز ضعيفة فإن نجاح الثورة المضادة معدومة لأن الثورة وأن لم ولن تتحقق بسرعة على صعيد المؤسسات والإنجازات فإنها حصلت نهائيا في العقول والقلوب والثورة المضادة لن تنجح إلا إذا اعادت بناء الخوف الذي هو دعامة لاستبداد وهذا غير ممكن على الأمد المنظور مما يعني ان الثورة المضادة التي تلقت ضربة كبرى ستواصل التخريب والعرقلة لكنها ستصفى تدريجيا ومن ثمة لا حاجة لاستعمال العنف معها فقاتلها هو الزمان وحتى لو فرضنا أن الثورة المضادة ستغتنم فرصة المشاكل الكبرى التي تتخبط فيها الثورة عادت للحكم إما بالانتخاب او بالانقلاب فإنها ستواجه بثورة مضادة للثورة المضادة واخشى ما اخشاه انها ستكون دموية لأن الثورة المضادة لن تستطيع الحكم إلا بالعنف وستواجه أن ما ابديناه من تعقل وتفهم وسلمية سيطرح جانبا للعودة للمقاصل والمشانق لذلك انصح كل الذين يخططون ضد الثورة بالتأمل مليا في عواقب افعالهم حتى لا يجرون مزيدا من الوبال على بلداننا وعلى انفسهم.
3- الثورة قطة تأكل أطفالها : إذا أردنا ألا نكرّر التاريخ وفي أفظع أحداثه فلا بدّ لثورتنا من منطق غير منطق التتابع على الوصاية والإقصاء. كل ما نسعى إليه في تونس اليوم هو تفادي هذه اللعنة المتجدّدة وذلك بالإبقاء على سلمية الثورة في التعامل مع الثورة المضادة وبمحاولة بناء أوسع تحالف ممكن بين القوى الثورية يؤسس على الوفاق حتى لا يستأسد طرف ويبدا عملية أكل الآخر التي قد تؤدي به يوما أن يكون هو المأكول.
4- لا بد من وقت طويل لتحقيق وتمتين مكاسب الثورة . نحن نعيش مرحلة مخاض صعبة ومعقدة يشهد فيها موت القديم وولادة الجديد .لا بدّ من الصبر وتقبل نفاذ صبر الشعب وإن كان الأمر مرّا لأن زمن البشر ليس زمن الأنظمة السياسية الذي ليس زمن الدول الذي ليس زمن الحضارات الذي ليس زمن الأجناس الحية الذي ليس زمن الجيولوجيا.
5- ثمة حيف كبير في الثورة. ليس من يقومون بها من يتمتعون بنتائجها على الأقل في البداية. هذا يؤدّي الى انتشار شعور المرارة والغبن عند الكثيرين من الشباب الذين يجدون أنفسهم في الشوارع والميادين الذين حرروها ليروا غيرهم في المناصب . هذا ما يتطلّب أن نعكف بجهد دوما لضرورة ردّ الاعتبار المادي للجرحى وعائلات الشهداء .
أخيرا لنتذكّر أن وراء كل ثورة أحلام عظيمة الكثير منها لن يتحقق ووراء هذه الأحلام تجدّد الفكر اليوطوبي أي إصرار البشر على تحقيق المدينة الفاضلة وكأنهم يعلمون أن بمقدورهم تحقيقها . جزء هام من التوقع اليوطوبي هذا أخلقة السياسة وهي دوما أهم الوعود التي تحملها الثورة .
لو استطاع الثوريون فقط المحافظة على هذا الجزء من الحلم ولم يحققوا الباقي فإنني اعتقد ان حكم التاريخ عليهم سيكون أقل قسوة من قوله أنهم لم يفشلوا فقط في تحقيق الأحلام وإنما طعنوها وحتى دنسوها.
فإن الثورة محاولة متفاوتة النجاح لرد الاعتبار للقيم ، للناس ، للمؤسسات يجب أن تكون ايضا ردّ الاعتبار للأداة التي تمكن من تحقيق هذه الأهداف أي السياسة حتى لا يتواصل التغني بهذه الأبيات لشاعري المفضل مع أبو الطيب ايليا أبو ماضي
اهجر أحاديث السياسة والألى
يتعلّقون بحبل كلّ سياسي إني نبذت ثمارها مذ ذقتها ووجدت طعم الغدر في أضراسي وغسلت منها راحتي فغسلتها من سائر الأوضار والأدناس وتركتها لاثنين: غرّ ساذج نرجو الخلاص بغاشم من غاشم لا ينقذ النخّاس من نخّاس
ومشعوذ كذبذب دّساس
لنعمل على تكذيب هذه الرؤيا المتشائمة وربما نكون قد حققنا أهمّ جزء من الثورة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته