لا مستقبل لتونس خارج هذا الحلّ
lundi 10 janvier 2011
خمسون قتيلا في أقل من يومين …مجزرة غير مسبوقة في تاريخ تونس الحديث تتوج فسادا غير مسبوق وظلم غير مسبوق وتزييف غير مسبوق وكذب غير مسبوق وانحطاط أخلاقي غير مسبوق .
ومع هذا ما زال هناك في بلادنا من رجال السياسة من يتوجهون للمسئول عن كل هذا الخراب وكأنه الرئيس الشرعي للبلاد…وكأنه ليس امن أمر بإطلاق النار ومن أعطى الأوامر لإخماد الانتفاضة المجيدة بكل الوسائل…وكأنه قادر على إصلاح شيء هو رمز كل فساد وكل إفساد…هو الذي صمّ أذنيه عن كل مطالب الإصلاح منذ عشرين سنة …هو الذي سيواصل نفس النسق إذ لا خيار له غير الإمعان في القمع لينقذ رأسه …هنا أيضا شيء غير مسبوق في تاريخ الطبقة السياسية في تونس : الإمعان في الوهم الأحوال ولا أريد إصدار أحكام أقسى.
السؤال الذي يطرحه الجميع ما الحل الحقيقي إذا تركنا أصحاب الأوهام لأوهامهم وأصحاب القمع لمخططات القتل والإرهاب
إنه البرنامج السياسي الذي يجب أن يكون حاضرا في كل الأذهان والذي يجب أن تتجمع حوله كل القوى السياسية الفاعلة والتي لا تراهن لا على استفاقة متأخرة للدكتاتور أو على السفارات الأجنبية لاختيار البديل.
يجب مواصلة الانتفاضة المباركة وتوسيعها بكل الوسائل السلمية والهدف الأول والشعار رحيل الدكتاتور أسّ البلاء و مصدر كل مصائبنا.
عندما تسمع السؤال من بعد بن علي ؟ يخيل لك أن كل من يطرحه أسقط من حسابه خيار الشعب فالخلف لا يمكن أن يكون إلا من تعينه الأجهزة أو السفارات. عار على أي إنسان الانخراط في مثل هذا الموقف . الردّ من هنا فصاعدا :
للشعب التونسي حقوق غير قابلة للتصرف دفع من أجلها عشرات الشهداء حياتهم منها العيش الكريم ووقف النهب والسرقات والحق في اختيار من يمثل الشعب
وبالتالي فالمحور الأهم للبرنامج السياسي الذي يجب أن يجمع القوى الحقيقية حوله هو رفض 7 نوفمبر جديد بإقامة انتخابات حرة ونزيهة في أسرع وقت ليختار الشعب التونسي ممثليه في البرلمان ورئيسه. وآنذاك يمكن للبرامج أن تتبارى وأن تقترح الحلول لأعمق الأزمات التي عرفتها وستعرفها بلادنا.
كيف نصل لهذه المرحلة بمواصلة النضال السياسي ومطالبة الجيش والأمن بتحمل مسئوليته في إزاحة الدكتاتور ودعوة الوطنيين داخل الدولة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تقود مرحلة انتقالية تعيد للبلاد الهدوء والطمـأنينة وتمكن من فتح أوسع حوار وطني حول مستقبل لن يصنعه من هنا فصاعدا شخص أو حزب أو جهاز وإنما كل ممثلي الشعب فليتجمع كل التونسيين الأحرار حول هذه النقط الثلاث ولتكن محور نضالنا اليوم وغدا
وانها مقاومة مدنية حتى النصر.