ثاني كبار المائة مثقف عالمي
Foreign Policy الخميس 15 أغسطس 2013
الجمعة 16 آب (أغسطس) 2013
منصف المرزوقي رئيس تونس لإبقائه على أفكار الربيع العربي حية
في إطار تلاشي روح 2011 هذه السنة بين العنف الديني في مصر وليبيا والحرب الطائفية الدموية في سوريا ، تبقى تونس البلد الأكثر وعدا في قصة ناجحة من بين بلدان الربيع العربي بنظامها اسياسي المضطرب لكن القوى وباقتصادها المتصاعد من جديد.
كثير من الفضل في هذا يعود للرئيس منصف المرزوقي الذي أظهر رؤيا وحكمة منذ توليه المنصب في ديسمبر 2011 . ففي الجمعية العامة لأمم المتحدة في سبتمبر ناشد الدكتور المتحول إلى مناضل من أجل الديمقراطية الامم المتحدة أن تعلن الاستبداد ’’ مرضا ’’ وأن تقوم بحملة رسمية ضد الطغاة وأن تنشئ محكمة دولية لتقول كلمتها في انتخابات أو شرعية حكومات حتى تمنع الدكتاتوريين من انتزاع السلطة.كما قال المرزوقي إنها ضرورة لإعمال برنامج طموح وجريء .للتخلص من الدكتاتورية بنفس الكيفية التي تخلصنا من شلل الأطفال والجدري
لكن المرزوقي وهو استاذ سابق في الصحة العمومية ليس ساذجا ومثاليا . هو من المعجبين بالمهاتما غاندي وقد نذر نفسه لحقوق الإنسان باكرا وسافر للهند في شبابه ولجنوب افريقيا بعد نهاية نظام الفصل العنصري . كرئيس لرابطة حقوق الإنسان وقع ايقافه الكثير من المرات من قبل نظام زين العابدين بن علي واضطر للهجرة إلى فرنسا حيث بقي كوجه بارز في المعارضة العلمانية لكنه أغضب الكثير من أطرافها بعمله مع حركة النهضة. .وقد عاد المرزوقي لوطنه بعد الإطاحة ببن علي وانتخب رئيسا من طرف المجلس التأسيسي
هذا العلماني الملتزم المتابع لكتابة دستور جديد يركّز على أنه من الضروري أن يلعب الاسلاميون دورا في حكم تونس حتى ولو وقف ضدهم عندما يتجاوزون الحدود وهو يصف المتشددين السلفيين بأنهم مجموعة بالغة الخطورة خارج التيار , إذا كان هناك شخص قادر على قيادة الانتقال الديمقراطي في تونس والحفاظ على أمل خلق نموذج لمنطقة مضطربة فهو المرزوقي إذ بمقدوره تقديم المزج المطلوب بين الاصرار والفهم الصحيح لإخراج البلد من أزمته.