بخصوص حنفي ولد دهاه
الاثنين 4 كانون الثاني (يناير) 2010
سيبقي الصحفي الشاب حنفي ولد دهاه في الزنزانة بموجب قرار تعسفي حتى بعد قضاء الحكم الظالم بستة أشهر سجن لتصديه للانقلاب على النظام الديمقراطي في بلده موريتانيا . ويعكس هذا التمديد في العقوبة ضغينة دكتاتور ديمقراطي آخر لم يقبل أن يتصدى له الشرفاء أمثال حنفي وأن يقولوا له أنت لم تنقلب فقط على أول نظام ديمقراطي حقيقي في موريتانيا وإنما نزلت بصورة بلدنا من القمة التي وصلتها بفضل تجربة الانتقال السلمي ، ناهيك عن كونك اغتلت حلما عربيا بأن تتكرر التجربة الموريتانية في كل مكان فيصل العرب برّ النجاة من الاستبداد دون دفع الضريبة الباهظة من الدم والدموع.
مرة أخرى تطرح قضية حنفي إشكالية صراع المثقف ضدّ الدكتاتور… أي صراع القلم ضدّ السيف أي صراع الفكر ضد الغريزة… أي صراع القيم ضد المكيافيلية …أي صراع الحق ضد القانون… أي صراع الشرعية ضد القوة…… أي صراع التمدّن ضدّ التوحش… أي صراع الإنسان ضد الآدمي.
علمنا التاريخ القوانين السرمدية التي تحكم مثل هذا الصراع .
1- لا يهنأ صاحب سيف باستبداده لأن هناك دوما موسى وراء كل فرعون
2- لا يهنأ صاحب قلم بمبادئه لأن هناك دوما فرعون وراء كل موسى
3-الحرب بينهما سجال وربما أبدية
4- المنتصر في المعارك فرعون ، لكن موسى هو دوما من يربح الحرب والدليل على ذلك ظهور الأديان والفلسفات والقوانين وكلها نتاج قلم قلّم الكثير من سلطة السيف.. آه ثمة من يقول السيف أصدق أنباء …لينظروا للذي صدقت أنباؤه وسيجدون أنه كان دوما مجرد ناطق باسم القلم. …أنظروا لما بقي من المغول الذين كان لهم أمضى السيوف ولم يكن لها قلم وقارنوا بين نجاحهم ونجاح العرب.
. 5- الآلام التي يتكبدها صاحب القلم معروفة تملأ أجمل صفحات ملاحم البشرية ، لكن آلام صاحب السيف أكثر غموضا والمسكين لا يستطيع من فرط الكبرياء التعبير عن وجع جروح غائرة وهو يرى في مرآة عدوه مدى بشاعة صورته التي يحاول إخفائها تحت الأقنعة والمساحيق
مهمتنا ليست مواساة الدكتاتوريين فهم من يتحملون مسؤولية الخوف الذي يعيشون فيه وكل تبعات الرعونة والغباء والكبرياء والنرجسية المرضية ومسؤولية ما سيلحق أسماءهم من وصمة وخاصة مسؤولية الآلام الباهظة التي يلحقونها بالمجتمع وهم لا يتواصلون في الحكم إلا بالمحتشدات والمنافي والشقاء العام.
مهمتنا دعم أبطال معركة تحررنا ، لذلك لا يجب أن يكون حنفي الجندي المجهول وإنما الجندي الأزلي الذي يمثلنا على جبهة محددة في الزمان والمكان ونمثله نحن على بقية الجبهات .
هو الآن أسير حرب يقاسي كل ما يقاسيه الأسرى. تذكروه . تجندوا له. دافعوا عنه هو الذي يناضل لتواصل الحرية تقدمها في العالم وإسقاط آخر معاقل الاستبداد التي هي للأسف وحتى للعار أراضينا الجدباء من نواق الشط إلى الدمام .