رسالة إلى شباب سوريا
الاحد 17 نيسان (أبريل) 2011
إلى حركة شباب 17 نيسان للتغيير الديمقراطي في سوريا
أصدرتم من دمشق في 17 نيسان 2011 بيانا يعلن فيه أنكم قررتم اعتماد هذا اليوم عيد الاستقلال الثاني وأنكم مصممون العزم أكثر من أي وقت مضى على إكمال شوط الاستقلال الأول ، الاستقلال عن احتلال وظلم الدولة الأجنبية لتحقيق الاستقلال الثاني الذي يضمن التخلص من الاحتلال الداخلي وظلم ذوي القربى.
أنتم اليوم تناضلون من أجل ’’ كرامة الإنسان والحريات الأساسية وإقامة العدل وتحقيق المساواة بين المواطنين’’ ….من أجل “”ٍ كسر أعمدة الخوف كلها، وعودة الإنسان لكرامته الطبيعية و استكمال انتفاضته سلمية لا عنفية، وحدوية لا استئصالية، مجّمِعة لا انعزالية، ترسم التكامل بين المقاومة المدنية ومقاومة الاحتلال وبين حق الأشخاص وحق الشعوب ’’
إن اخوتكم في تونس وفي كل أرجاء الوطن العربي المنهمكين في نفس المعركة التاريخية يتابعون لحظة بلحظة بطولاتكم وأنتم تقتربون يوما بعد يوم من تحقيق هذا الاستقلال الثاني يتقاسمهم الخوف على الأرواح والغضب الشديد من المجرمين الذين لم يتورعوا عن دعس أجساد المقاومين السلميين بأحذيتهم القذرة ، وأيضا الفخر والاعتزاز بما تنجزون على ساحة التحولات التاريخية التي تشهد ولادة سوريا جديدة شعوب عربية محررة وأمة ستعود لسالف مجدها والمجد في العطاء الحضاري لا في الحروب والغزو ,
بديهي بالنسبة لنا أنكم المناضلين الشجعان الذين يدافعون لا فقط عن سورية حرة ومتحدة وديمقراطية وإنما أيضا عن الثورة العربية المباركة وهي تعصف اليوم بكل الطغاة الذين استباحوا الشعوب والأمة في سورة من الغباء والعنف والجشع وسوء التقدير والظلم المشين الذي ظلموا به أنفسهم والكرامة الفطرية التي أودعها الله فيهم قبل ظلم أبناء جلدتهم فحقت عليهم لعنة الله والتاريخ,
واصلوا ثورتكم السلمية والشعار إذا كانت موازين القوى ضدنا لا نستسلم وإذا كانت في صالحنا لا ننتقم . مآلكم النصر لا ريب فيه فأنتم حركة التاريخ التي لن توقفها جرائم نظام سياسي عربي فاسد مرتبك مهزوم مات في العقول والقلوب ومراسم دفنه اليوم في قدم وساق ليس فقط في سوريا وإنما في كل ارجاء الوطن الكبير. من أخوتكم في تونس كل المحبة وكل التآزر .عاشت سوريا الحرة الديمقراطية المتآخية المترفعة عن كل طائفية وشوفينية
وعاش شعبها العظيم الذي أعطى للأمة وللعالم الكثير ولتنعموا من اليوم بالاستقلال الثاني وقد تحقق في العقول والقلوب وسيتحقق قريبا إن شاء الله على أرض الواقع
منصف المرزوقي الرئيس السابق للجنة العربية لحقوق الإنسان