إلى الشباب بصفة عامة والشباب الطامح للعب دور سياسي بصفة خاصة
الخميس 20 أيار (مايو) 2010
عشر نصائح لتعميق العجز والتعفن والإحباط وسدّ الآفاق أمام الاستقلال الثاني وترك تونس فريسة عصابات ليلي وإخوتها إلى يوم يبعثون
1-انتظر كدجاجة المثل أن يأتيك القمح من باجة .قل لكل من يناضل اذهب وقاتل أنت وربك . اشتم الجيل القديم من المعارضين لعجزهم عن إتيانك بالديمقراطية وحقوق الإنسان . استخف بالصعوبات الخارقة التي واجهوها في أقسى الظروف الدولية وبتضحياتهم ونضالاتهم ضدّ أشرس وأحقر دكتاتورية في الوطن العربي.
2- إذا ابتغيت النزول لمعترك السياسة ، كرّر أخطاؤهم ولا تحاول فهمها وتجاوزها دون الحكم على أصحابها.أبدأ بعدم إحداث أي تغيير في العقلية .تجاهل التعقيد المريع لكل القضايا. لا تلتفت لتصاعد التعددية الفكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية داخل كل بلد . واصل التعامل مع الإشكاليات بمنطق التبسيط الإنكار والسذاجة.
3- سبّق العقائدي على السياسي في تحليل القضايا والتعامل معها . انطلق دوما من أن موقفك صواب قد يحتمل بعض الخطأ وموقف الآخر ( العلماني الملحد ، الإسلامي الظلامي الخ ) خطأ قد يحتمل بعض الصواب . ناور واخدع من تضطر مؤقتا للتحالف معهم بانتظار طعنهم في الظهر. لا تتعامل مع الأطراف الأخرى كما لو كانت طاقات فكرية تمسك بخيط من الخيوط التي يجب أن تتجمع في وفاق نزيه وإنما كقوى يجب تحمل هذيانها من باب مكره أخاك لا بطل.
4- تصدى لكل محاولة تجميع قوى المعارضة إن لم تعترف لك بأنك قائدها الأوحد والمرشح الوحيد لكل ” انتخابات رئاسية” أو ترفض الاعتراف بأن حزبك ليس أكبر صفر من بين الأصفار.
5- لا تقبل أن عصر الزعامة الأحادية ولّى وانقضى وعند اكتشافك عجزك عن القيام بالدور، اشغل بالك وضيّع وقتك في ترصّد كل من تظن أنه سيخطف منك بريق الأضواء . اجعل من صراعاتك الداخلية أولوية على صراعك ضد المستبدين .
6- كل مبادرة أو فكرة لست صاحبها يجب أن تعطل وتخرّب وتحارب .إذا قال أحدهم في نقاش حول مستقبل الوطن اسود قل ابيض وإذا قال ابيض قل اسود ، وإلا كيف تثبت تميزك وقوة شخصيتك.
7- واصل توهمك بأن فاقد الشيء يعطيه وأن التطبع يغلب الطبع وأن الإناء لا يرشح بما فيه وأن بوسع دكتاتورية عصابات حق عام أن تتطور خطوة خطوة نحو ديمقراطية حقيقية . اختفي وراء المصطلحات النبيلة مثل الإصلاح والصلح والمصالحة والاعتدال والوسطية والتدرج لتغطي على الانتهازية والجبن والإحباط ورفض المشي في الطريق الذي تدمى عليه الأقدام والقلوب وما أطولك وما أصعبك يا طريق الكرامة والحرية .مع السلطة الباغية سبّق دوما حسن النية وتوقّع الخير وقرب الفرج ونهاية النفق،ومع رفاق النضال سبّق دوما الريبة وسوء الظن والخوف من أن يفتكوا منك العظم الوهمي للزعامة .
8- تمسك إلى ما لا نهاية بخيار” طورة “: انتظار الانتخابات المقبلة التي تحددها الدكتاتورية “للفضح “و”التشهير” والإشهار لشخصك أو لحزبك ثم عد لمواقعك يد فارغة وأخرى لا شيء فيها وتابع غرق البلاد في المستنقعات النتنة لمزيد من الفساد والقمع والتزييف.
9- جرّب خيار ” فورة ” :الإعداد للتمرد المسلح وعد للسجون أو المنافي تتابع غرق المجتمع في مستنقع العنف وتشبيب الدكتاتورية واستعادة شرعيتها الدولية المنهارة . تساءل إلى أي مدى لم تحركك قوى المخابرات هي التي تحضّر في هذه الساعة لكل السيناريوهات وعلى رأسها تنظيم “الهجومات الإرهابية ” ولن تتورع عن تطبيق مخططاتها الشيطانية يوم يضيق الخناق على عصابات حاكمة لا مخرج لها غير افتعال الإرهاب لافتعال محاربته .
10 – تجاهل الإمكانيات الهائلة لوصائل الاتصال الحديثة لإعداد العصيان المدني . واصل استعمالها للدردشة والدروشة . لا تبتكر ، لا تخلق، لا تخطّط ، لا تكن كريما جوادا بعرقك ودمعك ودمك ومالك. انتظر أن يضحي الآخرون لتجني أنت الثمرة شعارك اليوم كالبارحة إذا مت ظمآن فلا نزل القطر